ولفظ " الجُنْد ": موحّد، ولهذا قال: { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ }. { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ } أي: يرزقكم المطر وغيره. قوله تعالى: { أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ } هذا مَثَلٌ ضربه الله للمؤمن والكافر. والمعنى: ليس من يمشي مُكِبّاً على وجهه لا ينظر أمامه ولا يمينه وشماله، بل يعسف في مكان وعْر، يخِرُّ تارة ويعثُرُ أخرى، كمن يمشي سوياً معتدلاً سالماً من العُثُور والخُرور. وقال [قتادة]: هذا في الآخرة يحشر الله الكافر مكبّاً على وجهه، والمؤمن يمشي سَوِيّاً. قال الكلبي: يعني بالمُكِبِّ: أبو جهل. وبالسويّ: النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: حمزة بن عبد المطلب. وجميعُ ما لم أذكره ظاهر أو مُفسّر إلى قوله تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْهُ } أي: شاهدوا الوعد { زُلْفَةً } أي: قريباً، ونصبه على الحال أو الظرف، أي: رأوه ذا زلفة، أو مكاناً ذا زلفة، { سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: ساءت رؤية الوعد وجوههم بأن عَلَتْها الكآبة، وغشيها الكسوف والقَتَرة. { وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } قال الفراء وابن قتيبة: تَفْتَعِلُون، من الدعاء، أي: تَطلبون وتَستعجلون تكذيباً واستهزاء. وقرأتُ ليعقوب الحضرمي: " تَدْعُون " بالتخفيف، وهي في [معنى]: " تدَّعُون " مشددة. وقال جماعة، منهم: الزجاج، في معنى المشددة: تدّعون الأباطيل والأكاذيب، فتدّعون أنكم إذا مُتُّم لا تبعثون.