الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }

{ فبشرهم } اى الذين كفروا { بعذاب أليم } مؤلم غاية الايلام لان علمه تعالى بذلك على الوجه المذكور موجب لتعذيبهم حتما وهو استهزآء بهم وتهكم كما قال تعالى الله يستهزئ بهم لان البشارة هى الاخبار بالخبر السار وقد استعملت فى الخبر المؤلم قال الكاشفى يعنى خبركن ايشارا بعذاب دردناك وفيه رمز الى تبشير المؤمنين بالثواب المريح راحة جسمانية وروحانية لان التخصيص ليس بضائع ولذلك قال تعالى { الا الذين } استثناء منقطع من الضمير المنصوب فى فبشرهم الراجع الى الذين كفروا والمستثنى وهم المؤمنون خارج عنهم اى لكن الذين { آمنوا } ايمانا صادقا وايضا الايمان العلمى بتصفية قلوبهم عن كدر صفات النفس { وعملوا الصالحات } من الطاعات المأمور بها وايضا باكتساب الفضائل { لهم } فى الآخرة { اجر غير ممنون } اى غير مقطوع بل متصل دآئم من منه منا بمعنى قطعه قطعا او ممنون به عليهم فان المنة تكدر النعمة من من عليه منة والاول هو الظاهر ولعل المراد من الثانى تحقيق الأجر وان المأجور استحق الأجر بعمله اطاعة لربه وان كان ذلك الاستحقاق من فضل الله كما ان اعطاء القدرة على العمل والهداية اليه من فضله أيضا. حسن بصرى قدس سره كفت كسانى را يافتيم كه ايشان بدنيا جوانمرد وسخى بودند همه دنيا بدادندى ومنت نهادندوموقت خويش جنان بخيل بودند كه يك نفس از روز كار خويش نه به بدردادندى ونه بفرزند. قال القاشانى لهم أجر من ثواب الآثار والصفات فى جنة النفس والقلب غير مقطوع لبرآءته من الكون والفساد وتجرده عن المواد وفى التأويلات النجمية الا الذين آمنوا من الروح والسر والقلب وقواهم الروحانية وعملوا الصالحات من الاعراض عن الدنيا والاقبال على الله لهم أجر غير ممنون بمنة نفسهم واجتهادهم واكتسابهم بل بفضل الله ورحمته. قال بعض العلماء النكتة فى ترتيب السورة الثلاث ان فى انفطرت التعريف بالحفظة الكاتبين وفى المطففين التعريف بمستقر تلك الكتب وفى هذه السورة اى الانشقاق ايتاؤها يوم القيامة عند العرض والله تعالى اعلم. تمت سورة الانشقاق بعو الملك الخلاق فى سلخ صفر الخير من سنة سبع عشرة ومائة وألف.