الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ }

أي: يطوف عليهم في الجنة غلمان بكئوس الشراب. والغلمان جمع غلام وهو الولد الصغير جميل الصورة. وفي موضع آخر قال تعالى في وصفهم:وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ.. } [الإنسان: 19] يعني في سِنٍّ صغيرة ثابتة لا يكبرون عنها، لأن الغلام إذا كبر صار إلى الشيخوخة، أما هؤلاء فيقفون عند هذه السِّن ولا يكبرون. ومعنى { لَّهُمْ.. } [الطور: 24] أي: مخصصين لخدمتهم، لأن اللام تأتي للملكية وتأتي للاختصاص، تقول: المال لزيد يعني ملكه. واللجام للفرس. أي: يخصه لأن الفرس لا يملك اللجام، وكلمة لهم دلَّتْ على أن هذا الساقي يخدمهم دون أجر يأخذه منهم ولا منفعة. وقوله سبحانه: { كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } [الطور: 24] يعني: هؤلاء الغلمان في البياض والصفاء أمثال اللؤلؤ، واللؤلؤ مشهور بصفائه وبياضه ولمعانه، فما بالُكَ إذا أضيف إلى ذلك أنه مكنون. أي: مصُون ومحفوظ في أصدافه، قالوا: لأنه حين يخرج من أصدافه يتعرَّض للغبار وللأتربة التي تشوب صفاءه.