الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ }

قوله عز وجل: { ليحملوا أوزارهم } أي أثقال كفرهم وتكذيبهم.

{ كاملة يوم القيامة } يحتمل وجهين:

أحدهما: أنها لم تسقط بالتوبة.

الثاني: أنها لم تخفف بالمصائب.

{ ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علمٍ } يعني أنه قد اقترن بما حملوه من أوزارهم ما يتحملونه من أوزار من أضلوهم.

ويحتمل وجهين: أحدهما: أن المضل يتحمل أوزار الضال بإغوائه.

الثاني: أن الضال يتحمل أوزار المضل بنصرته وطاعته.

ويحتمل قوله تعالى { بغير علمٍ } وجهين:

أحدهما: بغير علم المضلّ بما دعا إليه.

الثاني: بغير علم الضال بما أجاب إليه.

ويحتمل المراد بالعلم وجهين:

أحدهما: يعني أنهم يتحملون سوء أوزارهم لأنه تقليد بغير استدلال ولا شبهة.

الثاني: أراد أنهم لا يعلمون بما تحملوه من أوزار الذين يضلونهم.

{ ألا ساءَ ما يزرون } يحتمل وجهين:

أحدهما: يعني أنهم يتحملون سوء أوزارهم.

الثاني: معناه أنه يسوؤهم ما تحملوه من أوزارهم. فيكون على الوجه الأول معجلاً في الدنيا، وعلى الوجه الآخر مؤجلاً في الآخرة.