الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ } * { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ }؛ أي قد أتاكَ يا مُحَمَّدُ أضيافُ إبراهيم عليه السلام الذي أكرَمَهم بخِدمَتهِ وقيامهِ بين أيديهم، قال ابنُ عبَّاس ومقاتل: (مَعْنَى الآيَةِ: قَدْ أتَاكَ وَلَمْ يَكُنْ إذْ ذاكَ آتَاكَ إيَّاهُ)، وقولهُ تعالى { ٱلْمُكْرَمِينَ } يعني عندَ اللهِ.

وذكرَ ابنُ عبَّاس: (أنَّ أضْيَافَ إبْرَاهِيمَ: إسْرَافِيلُ وَجِبْرَائِيلُ وَمِيكَائِيلُ). وقال مقاتلُ: (يَعْنِي بقَوْلِهِ { ٱلْمُكْرَمِينَ } أيْ أكْرَمَهُمْ إبْرَاهِيمُ فَأَحْسَنَ عَلَيْهِمُ الْقَيامَ، وَكَانَ لاَ يَقُومُ عَلَى رَأسِ ضَيْفٍ، فَلَمَّا رَأى هَيْئَتَهُمْ حَسَنَةً قَامَ هُوَ وَامْرَأتُهُ سَارَةُ لِخِدْمَتِهِمْ). وقال الكلبيُّ: (أكْرَمَهُمْ بالْعِجْلِ). قال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أوْ لِيَسْكُتْ ".

قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ }؛ وهم جِبرَائِيلُ ومعه مِن الملائكةِ، قال ابنُ عبَّاس ومقاتلُ: (كَانُوا اثْنَى عَشَرَ مَلَكاً)، وقال محمَّدُ بن كعبٍ: (كَانُوا سَبْعَةً مَا خَلاَ جِبْرَائِيلَ)، وقال عطاءُ: (كَانُوا ثَلاَثَةً: جِبْرَائِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإسْرَافِيلُ).

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ }؛ معناهُ: سَلَّمُوا عليه سَلاَماً. وَقِيْلَ: قالوا أسْلِمْ سَلاماً؛ كأنَّهم آنَسوهُ من الوَجَلِ. فقال سلامٌ مِنكُم؛ أي أمِنتُ بما جاءَني من السَّلام. قَوْلُهُ تَعَالَى: { قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } أي إنه لم يَعرِفْهم لأنه ظنَّ أنَّهم من الإنسِ.