الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }

{ وَأنزَلْنَا الْحَدِيدَ } فيه قولان:

أحدهما: أن الله أنزله مع آدم. روى عكرمة عن ابن عباس قال: ثلاث أشياء نزلت مع آدم: الحجر الأسود، كان أشد بياضاً من الثلج، وعصا موسى وكانت من آس الجنة، طولها عشرة أذرع مثل طول موسى، والحديد، أنزل معه ثلاثة أشياء: السندان والكلبتان والميقعة وهي المطرقة.

الثاني: أنه من الأرض غير منزل من السماء، فيكون معنى قوله:

{ وَأَنزَلْنَا } محمولاً على أحد وجهين:

أحدهما: أي أظهرناه.

الثاني: لأن أصله من الماء المنزل من السماء فينعقد في الأرض جوهره حتى يصير بالسبك حديداً.

{ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } فيه وجهان:

أحدهما: لأن بسلاحه وآلته تكون الحرب التي هي بأس شديد.

الثاني: لأن فيه من خشية القتل خوفاً شديداً.

{ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } يحتمل وجهين:

أحدهما: ما تدفعه عنهم دروع الحديد من الأذى وتوصلهم إلى الحرب والنصر.

الثاني: ما يكف عنهم من المكروه بالخوف عنه.

وقال قطرب: البأس السلاح، والمنفعة الآلة.