الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ }

يقول تعالـى ذكره: ولقد خـلقنا آدم وهو الإنسان من صلصال. واختلف أهل التأويـل فـي معنى الصلصال فقال بعضهم: هو الطين الـيابس لـم تصبه نار، فإذا نقرته صَلَّ فسمعت له صلصلة. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهديّ، قالا: ثنا سفـيان، عن الأعمش، عن مسلـم البطين، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، قال: خـلق آدم من صلصال من حمأ ومن طين لازب. وأما اللازب: فـالـجيد، وأما الـحَمَأ: فـالـحمأة، وأما الصَّلصال: فـالتراب الـمرقَّق. وإنـما سمي إنساناً لأنه عهد إلـيه فنسي. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَلَقَدْ خَـلَقْنا الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ } قال: والصلصال: التراب الـيابس الذي يسمع له صلصلة. حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حمأٍ مَسْنُونٍ } قال: الصلصال: الطين الـيابس يسمع له صلصلة. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الـحسن بن صالـح، عن مسلـم، عن مـجاهد، عن ابن عبـاس: { مِنْ صَلْصَالٍ } قال: الصلصال: الـماء يقع علـى الأرض الطيبة ثم يحسِرُ عنها، فتشقق، ثم تصير مثل الـخَزَف الرقاق. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن سفـيان، عن الأعمش، عن مسلـم، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، قال: خُـلق الإنسان من ثلاثة: من طين لازب، وصلصال، وحمأ مسنون. والطين اللازب: اللازق الـجيد، والصلصال: الـمرقق الذي يصنع منه الفخار، والـمسنون: الطين فـيه الـحَمْأة. حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنا أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { وَلَقَدْ خَـلَقْنا الإنْسانَ مِنْ صَلْصَال مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ } قال: هو التراب الـيابس الذي يُبَلّ بعد يُبسه. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن مسلـم، عن مـجاهد، قال: الصلصال: الذي يصلصل، مثل الـخَزَف من الطين الطيب. حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: ثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك، يقول: الصلصال: طين صُلْب يخالطه الكثـيب. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { مِنْ صَلْصَالٍ } قال: التراب الـيابس. وقال آخرون: الصلصال: الـمُنْتِن. وكأنهم وجَّهُوا ذلك إلـى أنه من قولهم: صَلَّ اللـحم وأصلَّ: إذا أنتن، يقال ذلك بـاللغتـين كلتـيهما: يَفْعَل وأَفْعَل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح وحدثنـي الـحارث قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء وحدثنا الـحسن، قال: ثنا شبـابة، قال: ثنا ورقاء وحدثنـي الـمثنى قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { مِنْ صَلْصَالٍ } الصلصال: الـمنتن.

السابقالتالي
2 3