الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ }

{ اللّهُ } قيل ذكر المسند إليه مبتدأ يفيد الاختصاص، وليس كذلك عندى، فالاختصاص هنا مستفاد من خارج { يبْسُط الرزْقَ لمن يَشاءُ } يوسعه لمن يشاء من كافر استدراجا له، ومكافأة له فى الدنيا على إحسان كان منه، وغير ذلك، ومن مؤمن رحمة له، وليفرقه فى أنواع البر ولنحو ذلك. { وَيقْدِرُ } يضيقه على من يشاء من مؤمن توفيرا فأجره، أو غفرانا لذنبه، ومن كافر انتقاما منه. { وَفَرحُوا } أى الكفار أو كفار مكة { بالحيَاةِ الدُّنيا } لما بسطها عليه فرحوا فرح بطر وأشر، لا فرح شكر، وذلك حرام، والركن إلى الدنيا حرام { وما الحيَاةُ الدُّنيا فى الآخِرة } فى جنب الآخرة، ففى هنا للمقايسة وهى الداخلة بين مفضول سابق، وفاضل لاحق، نحوفما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة إلا قليل } { إلا متاعٌ } إلا شئ قليل يتمتع به ثم يزول كقصعة وقدر، وزاد الراعى وما يجعل للرابط من تمرات وشربة سويق ونحو ذلك، ومع قلتها وتنغصها، وسرعة زوالها اغتر بها الكفار عن نعيم الآخرة الكثير العظيم الهنئ الدائم.