الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }

{ وهُم ينْهَون عَنْه } أى ينهون الناس عن القرآن أن يؤمنوا به، ويستمعوا له، قاله قتادة، أو عن رسول الله صلى عليه وسلم أن يؤمنوا به، قاله ابن عباس والحسن. { ويَنأَوْن عَنْه } يتباعدون عنه، أى عن الإيمان به بأنفسهم، كأنهُ قيل يأمرون الناس بالكفر ويكفرون، ويجوز أن يكون المعنى ينهون الناس عن إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم محافظة له وشفقة عليه، ويبعدون أن يؤمنوا به، والتفسير الأول أرجح، لأن أكثر المشركين من أهل مكة ينهون عن الإيمان به، ويبعدون عنه، ولأن المتبادر من نهى المشركين عن القرآن أو رسول الله صلى الله عليه وسلم، النهى عن الإيمان به، وما تبادر إليه النقش أحق كما قال فى الإيضاح. وأما أن يكون النهى عن إيذائه صلى الله عليه وسلم فما يعلم إلا من مواقف أبى طالب أنهُ ينهى الناس عن الإيمان به ولا يؤمن، ولكن ابن عباس فسر الآية بأنهم ينهون عن إيذائه ولا يؤمنون به، وما ذلك إلا أبو طالب ومن يتبعه، وروى أن رءوس المشركين اجتمعوا إلى أبى طالب عم النبى صلى الله عليه وسلم فى شدة منعه إياهم عنه، وقالوا خذ شاباً من أصبحنا وجها، وادفع إلينا محمدا، فقال أبو طالب ما أنصفتمونى، أدفع إليكم ولدى لتقتلوه وأربِّى لكم ولدكم، وروى أن بنى هاشم أجابوا أبا طالب فى منع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن يؤذيه إلا أبا لهب لعنه الله، فقال فى مدحهم
إذا جتمعت يوماً قريش لمخفر فعبد مناف سرها وصميمها وإن حصلت أشراف عبد منافها ففى هاشم أشرافها وقديمها وإن فخرت يوماً فإن محمداً هو المصطفى من سرها وكريمها   
ولما رأى أبو طالب كثرة من كفر ومن يصد عنه، تعوذ بالله وحرمة بيته وتودد قومه وقال
ولما رأيت القوم لا ودّ فيهم وقد قطعوا كل العرى والوسائل وقد صارحونا بالعداوة والأذى وقد طاوعوا أمر العدو المزايل وقد حالفوا قوما علينا أضنة يعضون غيظاً خلفنا بالأنامل صرت لهم نفسى بسمراء سمحة وأبيض غضب من تراث المقاول وأخطرت عند البيت رهطى وإخو تى وأمسكت من أثوابه بالوصائل قياماً معاً مستقبلين رتاجه لدى حيث يقضى خلفه كل نائل أعوذ برب الناس من كل طاعن علينا بسوء أو ملح بباطل وثور ومن أرسى ثبيراً مكانه وبالله أن الله ليس بغافل وياليت حق البيت من بطن مكة وراق ليرقى فى حراء ونازل ومطئ إبراهيم فى الصخر رطبة على قدميه حافراً غير ناعل وتوقفهم فوق الجبال عشية يقيم ون بالأيدى صدور الرواحل وليلة جمع والمنازل من منى وما فوقها من حرمة ومنازل فهل بعد هذا من معاذ لعآند وهل من معيذ يتقى الله عاذل يطاع بنا أمر الغدا وداتنا تسد بنا أبواب ترك وكابل كذبتم وبيت الله ننزل مكة ونظعن أن أمركم فى بلابل وبيت الله نبرى محمداً ولما نطاعن دونه ونناضل ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل وينهض قوم فى الحديد إليكم نهو ض الروايا تحت ذات الصلاصل وأبيض يستسقى الغمام لوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده فى نعمة وفواضل لعمرى لقد كلفت وجداً بأحمد وإخوته دأب المحب المواصل فمن مثله فى الناس أى مؤمل إذا قاسه الحكام عند التفاضل حليم رشيد عادل غير طائش يوالى إلها ليس عنه بغافل فوالله لولا أن أجئ بسبة تجرعلى أشياخنا فى المحافل لكنا اتبعناه على كل حالة من الدهر جداً غير قول التهازل لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الأباطل فأصبح فينا أحمد فى أرومة تقصر عنه سورة التطاول حديث بنفسى دونه وحميته وواقعت عنه بالذرى والكلاكل   

السابقالتالي
2 3 4 5