الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } * { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

{ يَخْرُجُ مِنْهُمَا } ، قرأ أهل المدينة والبصرة " يُخْرَج " بضم الياء وفتح الراء، وقرأ الآخرون بفتح الياء وضم الراء، { الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } ، وإنما يخرج من المالح دون العذب، وهذا جائز في كلام العرب أن يذكر شيئان ثم يخص أحدهما بفعل، كما قال عزّ وجلّ:يَـٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ } [الأنعام:130] وكانت الرسل من الإِنس دون الجن. وقال بعضهم يخرج من ماء السماء وماء البحر. قال ابن جريج: إذا أمطرت السماء فتحت الأصداف أفواهها فحيثما وقعت قطرة لؤلؤة. واللؤلؤة: ما عظم من الدر، والمرجان: صغارها. وقال مقاتل ومجاهد على الضد من هذا. وقيل: " المرجان " الخرز الأحمر. وقال عطاء الخراساني: هو اليسر. { فَبِأَىِّ ءَالاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }. { وَلَهُ ٱلْجَوَارِ } ، السفن الكبار، { ٱلْمُنشَئَاتُ } ، قرأ حمزة وأبو بكر " المنشِئات " بكسر الشين أي: المنشئات السير يعني اللاتي ابتدأن وأنشأن السير. وقرأ الآخرون بفتح الشين، أي المرفوعات، وهي التي رُفع خشبها بعضها على بعض. وقيل: هي ما رفع قلعه من السفن وأما ما لم يرفع قلعه فليس من المنشئات. وقيل: المخلوقات المسخرات، { فِى ٱلْبَحْرِ كَـٱلأَعْلَـٰمِ } ، كالجبال جمع عَلَم وهو الجبل الطويل، شبه السفن في البحر، وبالجبال في البر. { فَبِأَىِّ ءَالاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }. { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا } ، أي على الأرض من حيوان فإنه هالك { فانٍ }. { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلْـٰلِ } ، ذو العظمة والكبرياء، { وَٱلإِكْرَامِ } ، مكرم أنبيائه وأوليائه بلطفه مع جلاله وعظمته. { فَبِأَىِّ ءَالاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }.