الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }

{ قَالَ قَرِينُهُ } الشيطان المقيض به قرنت الاولى بالواو وللدلالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها في الحصول أعنى مجئ كل نفس مع الملكين وقول { قَرِينُهُ } ولم تقرن هذه قصداً للاستئناف للجملة الواقعة في حكاية القول وهي { قَالَ قَرِينُهُ } فانه جملة حكاية والاستئناف كثيراً ما يقصد في التقول كما في المقاولة بين موسى وفرعون فانه لما قال قال قرينه هذا ما لدي وتبعه قوله { قَالَ قَرِينُهُ } * { رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ } وتبعهلا تختصموا لدي } علم ان ثم مقاولة من الكافر لكنها طرحت لدليل كأنه قال رب هو أطغاني فقال قرينه يا ربنا ما صيرته طاغياً وما أوقعته في الطغيان بالجبر* { وَلَكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } عن الحق من قبل نفسه وهواه فأعنته عليه فان اغواء الشيطان انما يؤثر فيمن كان مختل الرأي مائلاً الى الفجور أو كونه في ضلال بعيد هو اتباعه لوسوستهوَمَا كَانَ لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي } وعن أبي هريرة ان المؤمن يمتطى شيطانه كما يمتطى أحدكم بعيره في السفر