قوله تعالى: { الذي ينفقون أموالهم بالليل والنهار } الآية نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يملك الا اربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلاً ودرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانيَّةً، وقيل: لأنه (عليه السلام) بعث إلى أهل الصفَّة بسويق تمر ليلاً، وقيل: نزلت في عبد الرحمان بن عوف، { الذين يأكلون الربا لا يقومون } الآية أي إذا بعثوا من قبورهم لا يقومون { إلاَّ كما يقوم الَّذي يتخبطه الشيطان } يعني المصروع، قوله تعالى: { من المس } أي من الجنون، وقيل: مسه الشيطان بالاذاءِ والوسوسة لأن العرب يزعمون ان الشيطان يتخبط الانسان وان الجني يمسه فيختلط عقله ولو كان يقدر على ذلك لكان يتخبط جميع المؤمنين مع شدة عداوته لهم { ذلك } العقاب سبب قولهم { إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا } انكارٌ لتسويتهم بينهما عفى الله عما سلف أي لا يؤاخذ بما مضى منه لانه اخذه قبل نزول التحريم { ومن عاد } يعني إلى الربا { فأولئك } الآية، قوله تعالى: { يمحق الله الربا } يعني يهلك المال الذي يدخل فيه الربا، وعن ابن مسعود: الربا وان كثر الى قلٍ { ويربي الصدقات } يعني ما يتصدق به بمعنى يضاعف عليه الثواب ويزيد في المال الذي اخرجت منه الصدقة وبارك فيه، وفي الحديث: " ما نقص مال من زكاة قط " { والله لا يحب كل كفار اثيم } تغليظاً في امر الربا { يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا } الآية نزلت في ثقيف وكان لهم على قوم من قريش دين فطالبوا بالمال والربا، وقيل: نزلت في العباس وعثمان، وقيل: في العباس وخالد بن الوليد وكانا مشركين في الجاهلية { فأذنوا بحرب } الاذن الاعلام وقرأ الحسن فأيقنوا من الله ورسوله واعلموا من فعل ذلك { بحرب من الله ورسوله } ، قوله: { وإن تبتم } من الربا واخذ ما بقي لكم { فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون } المديونين بطلب الزيادة { ولا تظلمون } بالنقصان منها، قوله تعالى: { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } العسر والاعسار ضيق ذات اليد، والمناظرة الامهال، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): " من انظر معسراً او وضع له اظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله " وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): " من أحب ان تجاب دعوته وتكشف كربته فلييسر على المعسر " وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): " ارفقوا وترافقوا ولييسر بعضكم على بعض " { وأن تصدقوا خير لكم } قيل: تصدقوا برؤوس اموالكم على من اعسر أو بعضها، وقيل: اراد بالتصدق الانظار { إن كنتم تعلمون } ان ثواب الله خير من اخذها والآية تدل على وجوب انظار المعسر.