{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } أي: يتجاذبون أطراف الأحاديث المفضية إلى شكر المنعم، والتحدث بالنعمة، وذلك في مساءلة بعضهم بعضاً عما مضى لهم في الدنيا. { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } أي: خائفين من عذاب الله { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } يعني: عذاب النار. وأصل { ٱلسَّمُومِ } الريح الحارّة التي تدخل المسامّ، فسميت بها نار جهنم، لمشابهتها لها، وإن كان وجه الشبه في النار أقوى، لكنه في ريح السموم لمشاهدته في الدنيا، أعرف. { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ } أي: نعبده مخلصين له الدين { إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ } أي: المحسن بمن دعاه { ٱلرَّحِيمُ } أي: لمن عبده وخافه بالهداية والتوفيق.