الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ }

{ قال } كأنه قيل فماذا قال الله لابن آدم وشيطانه المقيض له فى الدنيا فقيل قال تعالى { لاتختصموا لدى } اى فى موقف الحساب والجزآء اذ لافائدة فى ذلك قال بعضهم هذا الخطاب فى الكفار واما قوله ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ففى المؤمنين فى الظالم فيما بينهم لان الاختصام فى الظالم مسموع وهذا فى الموقف وأما قوله ان ذلك لحق تخاصم أهل النار ففى جهنم فظهر التوفيق بين الآيات { وقد قدمت اليكم بالوعيد } على الطغيان فى دار الكسب والتكليف فى كتبى وألسنة رسلى فما تركت لكم حجة على فلا تطمعوا فى الخلاص منه بما أنتم فيه من التعلل بالمعاذير الباطلة والجملة حال فيها تعليل للنهى على معنى لاتختصموا وقد صح عندكم وعلمتم انى قدمت اليكم بالوعيد حيث قلت لابليس لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين فاتبعتموه معرضين عن الحق فلا وجه للاختصام فى هذا الوقت وانما قدر المعنى هكذا ليصح جعله حالا فان مقارنة الحال لذيها فى الزمان واجبة ولا مقارنة بين تقديم الوعيد فى الدنيا والاختصام فى الآخرة والباء مزيدة او معدية على ان قدم بمعنى تقدم