الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }

{ يأيها الذين آمنوا } يجوز أن يكون خطأ باللذين آمنوا من أهل الكتاب والذين آمنوا من غيرهم { اتقوا الله وآمنوا برسوله } قيل: آمنوا بعيسى وموسى واتقوا عذاب الله وآمنوا بمحمد، وقيل: آمنوا بالأنبياء وبمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { يُؤتكم كفلين } نصيبين { من رحمته } بإيمانكم بمحمد وإيمانكم بعيسى ومن قبله { ويجعل لكم نوراً } يوم القيامة { تمشون به } ، وقيل: النور المذكور في قوله:يسعى نورهم } [الحديد: 12] { ويغفر لكم } ما سلف من الكفر والمعاصي { لئلا يعلم أهل الكتاب ألاَّ يقدرون على شيء من فضل الله } قيل: ليعلم أهل الكتاب الذين حسدوا المؤمنين على ما وعدوا أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله، وقيل: يتصل بما قبله في قوله: { أرسلنا رسلاً } أي يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على فضل الله الذين يصرفون النبوة عن محمد إلى بني إسرائيل، فعلى هذا لا صلة محذوف، وقيل: المعنى لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدر الرسول والمؤمنون على شيء من فضل الله لأن من لا يعلم أنه لا يقدر يعلم أنه لا يقدر، ومتى قيل: لما سمى الثواب فضلاً وهو مستحق؟ قالوا: لأنه بالتكليف والتمكين عرضه للثواب فكأنه منه، وقيل: لأنه يحصل بالإِيمان بتمكينه ولطفه وهدايته فكأنه منه { وأن الفضل بيد الله } أي هو القادر على ذلك { يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم }.