الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ٱلْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله تعالى { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } شبه الله المتشتتين همومهم المائلين الى غير الله بالرجل الذى يملكه الشركاء المتشاكسون المتخالفون، وشبه المتفردين بنعت الاخلاص بالله ولله وفى الله بالرجل السالم لرجل الخالص له لا يملكه غيره بل عبد قن له لا يدخل فى صحة عبوديته خلل لاجل مدخل غيره فالاوّل المحتجب بنفسه عن الحق والثانى الشاهد بالحق على الحق لا يحويه غبار العلل ولا يدخل فى قلبه قتام الخلل اذ هو محفوظ برعايته القديمة وحراسته الابدية مثل هذا العبد لا يعرفه الا عبد مثله ولذلك حمد الله نفسه حيث يجهله اكثر الخلق بقوله { ٱلْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } وحقيقة الحمد ههنا ظهور تقديس نفسه منه بان لا يعرف حقيقة جلاله احد غيره وهو منزه عن ان يكون ممدوحا لالسنة الحدثان بل حمد لنفسه لعلمه بعجز الحامدين عن حمده قال ابن عطا ما لهم فى حمد الله من الذخر والفخر قال جعفر لا يعلمون ان احدا من عباده لم يبلغ الواجب فى حمده وما يستحق من الحمد على عباده بنعمته وان احدا لم يحمده حق حمده الا حمده لنفسه.