الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }

قوله تعالى { مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ } اى لا يتغير قولى الذى سبق فى الازل بحسن العناية فى اصطفائية انبيائى واوليائى الى الأبد ولا اسقطهم عن درجتهم التى اخترتها لهم فى الازل اذ استحال منى كون الظلم وايضا اى لا يتغير الاقوال عند اطلاعى بها ولا يقدر احد على ان يخفى باصدار كلامه عنى ما فى ضميره قال الله لا يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الارض ولا فى السّماء والكون ملكى اتصرف فيه كما اشاء ولا يرجع إليّ ظلم ولا جهل اذ هما من اوصاف الحدث وانا منزه عن اوصاف الحدثان قال سهل ما يتغير عندى حكم قد سبق علمي فيه فيكون بخلاف ما سبق العلم وقال ابن عطا ما يظهر فى الوقت هو الذى قضينا فى الازل لا مبدل له وقال الاستاذ لا تبديل لحكمى ولا تغير لقضائى وما انا بظلام للعبيد وتصرفى فيهم نحن ملكى فلى كل ما افعله ولا يكون منى ظلم لان الظلم ترك الامر وهو ليس بمامور.