الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ }

قوله تعالى { يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يساله من فى السماوات من الملائكة كلهم على قدر مقاماتهم يسأله الخائف النجاة من البعد والحجاب ويساله الراجي الوصول الى محل الفرح ويسال المطيع قوة عبادته ويسال المحب ان يصل اليه ويسال المشتاق ان يراه ويسأل العاشق ان يقرب منه ويسال العارف ان يعرفه ويسال الموحد ان يفنى فيه وهكذا اهل الارض يسأل الجاهل ما يحتجب به عنه ويسال العالم ما يعرف به ربه وكذلك الانبياء والاولياء والاصفياء والابدال يسالون منه على قدر مراتبهم ودرجاتهم معرفته ووصاله والتخلص بوقاية عظمته من قهره يسال العارف الرعاية ويسال المحب الكفاية ويسال العاشق المشاهدة ويسال الموحد النهاية وهو تعالى يكون من حيث مراد الجميع يعطى الكل مأمولهم ويزيد من فضله { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } مزيد قرب المقربين ووصل الواصلين وكشف اللقاء للمشتاقين وظهوره فى كل ذرة للشايقين يظهر فى كل لحظة من انوار عجائب ربوبيته للمستانسين وتلك العجائب بما لم ترها العيون ولم تدركه العقول ولم تعلمه القلوب ولم يلحقه الارواح ولم تناولها الاشباح ولم تشاهده الاسرار وليس لها نهاية يبرز كل يوم واسعة انوار عجائب ملكه وملكوته ومقاديرها بسوط القدر الى مجاريها ومواردها ولا تظن ان احدا يصل الى شانه فان شانه اعظم من ان يدركه احد من خلقه قال الواسطى من سال الله اعطاه سؤله على قدره من ابتداه بالعطاء ابتدأ بما يليق بفضله وجوده وكرمه، قال اللهحَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى اعطيتكم قبل ان تسالونى واستجبت لكم قبل ان تدعونى " قال ابو سليمان الدارانى كل يوم له الى عبيده بر جديد وقال ايضا هو ايصال نعمه اليك ودفع الضر عنك فلا تغفل عن طاعة من لا يغفل عن برك وقال الواسطى يغيب ظاهر واظهار غايب وقال بعضهم سوق المقادير الى اوقاتها.