قوله عزّ وجلّ: { وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إلهٌ مِّن دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } نزلت هذه الآية في إبليس خاصة، دعا إلى عبادة نفسه. وقال الحسن: ومن يقل ذلك منهم، إن قالوه، ولا يقوله أحد منهم. وكان يقول: إن إبليس لم يكن منهم. قوله عز وجل: { أَوَلَمْ يَرَ الذِينَ كَفَرُوا } هذا على الخبر في تفسير الحسن { أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا } أي: كانتا ملتزقتين إحداهما على الأخرى في قول الحسن، فوضع الأرض ورفع السماء. وقال الكلبي: إن السماء كانت رتقاً لا ينزل منها ماء ففتقها الله بالماء وفتق الأرض بالنبات. وقال بعضهم: كانتا جميعاً ففصل الله بينهما بهذا الهواء فجعله بينهن. وقال مجاهد: كن مطبقات ففتقهن، أحسبه قال بالمطر. وقال مجاهد: ولم تكن السماء والأرض متماسّتين. قوله عز وجل: { وَجَعَلْنَا مِنَ المَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أفَلاَ يُؤْمِنُونَ } يعني المشركين. وكل شيء حيّ فإنما خلق من الماء. ذكروا عن أبي هريرة قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إذا رأيتك طابت نفسي، وقرّت عيني، فأنبئني عن كل شيء، فقال: كل شيء حيّ خلق من الماء. فقلت: أنبئني بعمل إذا قمت به دخلت الجنة. قال: أفش السلام، وأطب الكلام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام ".