الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ }

{ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ } بالسلب والقتل وقيل كانوا يزنون بمن مر بهم من المسافرين فترك الناس الممر بها لاجل ذلك وقيل تقطعون سبيل النسل بايثار الرجال على النساء. { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ } مجلسكم ولا يسمى ناديا الا اذا كان فيه الناس قال بعضهم النادي مجلس التحدث. { المُنْكَرَ } هو الحذف بالحصى والرمى بالبنادق وفرقعة الاصابع ومضغ العلك والسواك بين الناس وحل الازار والسباب والفحش في محضر الناس يتناكحون بمحضر الناس وعن عائشة كانوا يتخالفون وقيل السخرية بمن مر بهم وقيل المجاهرة في ناديهم بذلك العمل وعن ابن عباس كانوا يتضارطون ويتصافعون وقيل الحذف بالحصباء والاستخفاف بالغريب والخاطر عليهم. وعن ام هانيء بنت ابي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم " كانوا يحذفون أَهل الأرض ويسخرون منهم " وعنها عنه صلى الله عليه وسلم " كانت خلقهم مهملة لا يربطهم دين ولا مروءة " وقيل كانوا يجلسون في مجالسهم ومع كل واحد قصعة فيها حصى اذا مر بهم عابر سبيل حذفوه فايهم اصابته حصاته كان اولى به وقيل يأخذ ما معه وينكحه ويغرمه ثلاثة دراهم وقيل كان من اخلاقهم المنكرة تطريف الاصابع بالحنا. { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } في استقباح ذلك وقولك ان العذاب نازل بنا او في دعوة النبوة التي تصرح بها وتفهم ايضا من التوبيخ والوعيد.