الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا }

{ فأعْرض } الخ لا تبالغ فى الحرص على ايمانهم، أو لا تجازهم على اساءتهم واصبر { عمَّن تولَّى عَن ذِكْرنا } أى أعْرض عنهم برد الضمير اليهم، ولكن أظهر ليصفهم بالتولى، وإرادة الدنيا فقط، قيل: وفى مثل هذا فى جميع القرآن قد يقال: يجوز أن يضمر ويأتى بالوصف على طريق الحال مثلا، مثل فأعرض عنهم متولين عن ذكرنا، ومقتصرين على الحياة الدنيا، فنقول لم نرد أنه لا سبيل الى ذلك إلا الاظهار، بل نقول: انه طريق فى ذلك، والذكر القرآن يفيد سامعه مواعظ، وأحكام الشرع والاخبار، والترهيب والترغيب والتولى عنه ترك الأخذ به، وترك الاعتناء به، وقيل: الذكر قول: لا إله إلا الله، وقول: سبحان الله ونحو ذلك من الأذكار، واستحضار أن الله ناه عن المعصية، وآمر بالطاعة، ومعاقب ومثيب ويقال: عجب الملائكة ممن ذكر عنده لا إله إلا الله ولم يذكره، ومن ذكر عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه، وممن مرّ على أخيه ولم يسلم عليه، وقيل: الذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، تولوا عن الايمان به، وبما جاء به، وقيل الذكر الايمان.

{ ولَم يُرد إلاَّ الحياة الدنيْا } اقتصر همه على البقاء فيها ولذاتها، وجاهها ومالها، وما نحن منها.