الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }

{ إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } قال البخاري في صحيحه في الرد على الجهمية:

قال أبو العالية: استوى إلى السماء ارتفع. وقال مجاهد: استوى على العرش علا، أي بلا تمثيل ولا تكييف. والعرش: هو الجسم المحيط بجميع الكائنات، وهو أعظم المخلوقات. و { أَيَّامٍ } قيل: كهذه، وقيل: كل يوم كألف سنة.

{ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } أي: يقضي ويقدر، على حسب مقتضى الحكمة، أمر الخلق كله. { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } تقرير لعظمته، وعز جلاله، ورد على من زعم أن آلهتهم تشفع لهم عند الله. { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ } إشارة إلى المعلوم بتلك العظمة، أي: ذلك العظيم الموصوف بما وصف به هو { رَبُّكُمْ } أي: الذي رباكم لتعبدوه { فَٱعْبُدُوهُ } أي: وحّدوه بالعبادة. { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أي: تتفكرون أدنى تفكّر فينبهكم على أنه المستحق للربوبية والعبادة، لا ما تعبدونه.