الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }

{ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ } أي: يؤثرونها عليها { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } بتعويق الناس عن الإيمان { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي: يصفونها بالانحراف عن الحق والصواب، أو يبغون أهلها أن يعوجوا بالردة، أو يبغون لها اعوجاجاً، أي: يطلبون أن يروا فيها عوجاً قادحاً، على الحذف والإيصال { أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } أي: ضلوا عن طريق الحق ووقفوا دونه بمراحل، والبعد في الحقيقة للضالّ نفسه، وصف به فعله للمبالغة، بجعل الضلال نفسه ضالاً. وفي إيثار الظرف على (أولئك ضالّون ضلالاً بعيداً) دلالة على تمكنهم فيه، باشتماله عليهم اشتمال المحيط على المحاط، مبالغة في إثبات وصف الضلال.