الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

{ هُوَ ٱلأَوَّلُ } أي: السابق على كل موجود، من حيث إنه موجده ومحدثه { وَٱلآخِرُ } أي: الباقي بعد فناء كل شيء { وَٱلظَّاهِرُ } أي: وجوده بالأدلة الدالة عليه. وقال ابن جرير: أي: الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه { وَٱلْبَاطِنُ } أي: باحتجابه بذاته وماهيته. أو العالم بباطن كل شيء. قال ابن جرير: أي: الباطن جميعَ الأشياء، فلا شيء أقرب إلى شيء منه، كما قال:وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } [ق: 16] { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } أي: تام العلم، فلا يخفى عليه شيء.

وقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: " اللهم! رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته. أنت الأول فليس قبلك شيء. وأنت الآخر فليس بعدك شيء. وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن ليس دونك شيء. اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر " - ورواه مسلم - وغيره.