الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

قال الله عز وجل: { سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أخْبَرَ الله سبحانه وتعالى أن أهل سماواته وما في أرضه من إنسي وجنِّي ناطق وصامت يعظمونه ويسبحونه.

وقد بيّنا في سورة " سبحان " ما هو المختار من القول في تسبيح ما لا يعقل، وقررناه بما نرجو فيه عقبى الله عز وجل.

واللام في قوله: " لله " مثلها في قولهم: نصحته ونصحت له، وشكرته وشكرت له، أو هي بمعنى: لأجل الله.

قوله تعالى: { هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ } أي: هو القديم قبل كل شيء، الباقي بعد هلاك كل شيء.

{ وَٱلظَّاهِرُ } بالحجج والبراهين الواضحة الدالة على وحدانيته وعظمته وقدرته، فهو الظاهر للبصائر، الباطن المحتجب عن الأبصار.

وقيل: هو الظاهر، أي: العالي على كل شيء، الغالب له، من قولهم: ظَهَرَ على كذا.

{ وَٱلْبَاطِنُ } الذي بطن كل شيء، أي: علم باطنه.

قال صاحب الكشاف: الواو الأولى [معناها]: الدلالة على أنه الجامع بين الصفتين [الأوليّة والآخريّة]، والثالثة على أنه الجامع بين الظهور والخفاء. وأما الوسطى، فعلى أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين وبين مجموع الصفتين الآخرتين.