الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }

قوله: { بَالِغُ أَمْرِهِ }: قرأ حفص " بالغُ " مِنْ غير تنوين، " أمرِه " مضافٌ إليه على التخفيفِ. والباقون بالتنوينِ والنصبِ وهو الأصلُ خلافاً للشيخ. وقرأ ابن أبي عبلة وداود بن أبي هند وأبو عمروٍ في روايةٍ " بالغٌ أمرُه " بتنوين " بالغٌ " ورفْع " أَمْرُه " وفيه وجهان، أحدُهما: أَنْ يكونَ " بالغٌ " خبراً مقدماً، و " أمْرُه " مبتدأٌ مؤخرٌ. والجملة خبرُ " إنَّ " والثاني: أَنْ يكونَ " بالغٌ " خبرَ " إنَّ " و " أَمْرُه " فاعلٌ به. وقرأ المفضَّلُ " بالغاً " بالنصب، " أَمْرُه " بالرفع. وفيه وجهان، أظهرهما: وهو تخريج الزمخشري أَنْ يكونَ " بالغاً " نصباً على الحال، و { قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ } هو خبرُ " إنَّ " تقديرُه: إن اللَّهَ قد جعل لكلِّ شيءٍ قَدْراً بالغاً أمْرُه. والثاني: أَنْ يكونَ على لغةِ مَنْ ينْصِبُ الاسمَ والخبرَ بها، كقولِه:
4273ـ.....................   ................ إنَّ حُرَّاسَنا أُسْدا
ويكون " قد جَعَل " مستأنفاً كما في القراءةِ الشهيرةِ. ومَنْ رفع " أَمْرُه " فمفعولُ " بالغ " محذوفٌ تقديره: ما شاء. وجناح بن حبيش " قَدَرا " بفتح الدال.