الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } * { فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً } * { فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً }

{ والعاديات ضبحاً فالموريات قدحاً فالمغيرات صبحاً } [1-3] حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: { والعاديات ضبحاً فالموريات قدحاً } ، قال: هذه السورة نزلت في أهل وادي اليابس قال: قلت وما كان حالهم وقصتهم؟ قال: إن أهل وادي اليابس اجتمعوا اثني عشر ألف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا على أن لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل أحد أحداً ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد أو يقتلوا محمد صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلام، فنزل جبرائيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وأخبره بقصتهم وما تعاقدوا عليه وتواثقوا وأمره أن يبعث فلاناً إليهم في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار، فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

" يا معشر المهاجرين والأنصار إن جبرائيل أخبرني أن أهل وادي اليابس اثني عشر ألف فارس قد استعدوا وتعاقدوا وتعاهدوا أن لا يغدر رجل لصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني وأخي علي بن أبي طالب وقد أمرني أن أسير إليهم فلاناً في أربعة آلاف فارس فخذوا في أمركم واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين إن شاء الله تعالى " فأخذ المسلون عدتهم وتهيئوا وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله فلاناً بأمره وكان فيما أمره به أنه إذا رآهم أن يعرض عليهم الإِسلام فإن تابعوه وإلا واقعهم فيقتل مقاتليهم ويسبي ذراريهم ويستبيح أموالهم ويخرب ضياعهم وديارهم، فمضى فلان ومن معه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدة وأحسن هيئة يسير بهم سيراً رفيقاً حتى انتهوا إلى أهل وادي اليابس، فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزل فلان وأصحابه قريباً منهم، خرج إليهم من أهل وادي اليابس مائتا رجل مدججين بالسلاح، فلما صادفوهم قالوا لهم: من أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون؟ ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه.

فخرج إليهم فلان في نفر من أصحابه المسلمين فقال لهم: أنا فلان صاحب رسول الله، قالوا ما أقدمك علينا؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أعرض عليكم الإِسلام فإن تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون لكم ما لهم وعليكم ما عليهم وإلا فالحرب بيننا وبينكم، قالوا له: أما واللات والعزى لولا رحم بيننا وقرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك قتلة تكون حديثاً لمن يكون بعدكم فارجع أنت ومن معك واربحوا العافية فإنا إنما نريد صاحبكم بعينه وأخاه علي بن أبي طالب عليه السلام.

السابقالتالي
2 3