الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

10463/ [2]- محمد بن يعقوب: عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن فضيل بن عثمان، عن ابن أبي يعفور، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: { هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ } و قلت: أما الأول فقد عرفناه، و أما الآخر فبين لنا تفسيره.

فقال: “إنه ليس شيء إلا يبيد أو يتغير، أو يدخله التغيير و الزوال، أو ينتقل من لون إلى لون، و من هيئة إلى هيئة، و من صفة إلى صفة، و من زيادة إلى نقصان، و من نقصان إلى زيادة، إلا رب العالمين، فإنه لم يزل و لا يزال بحالة واحدة، هو الأول قبل كل شيء، و هو الآخر على ما لم يزل، و لا تختلف عليه الصفات و الأسماء كما تختلف على غيره، مثل الإنسان الذي يكون ترابا مرة، و مرة لحما و دما، و مرة رفاتا رميما، و كالبسر الذي يكون مرة بلحا، و مرة بسرا، و مرة رطبا، و مرة تمرا، فتتبدل عليه الأسماء و الصفات، و الله جل و عز بخلاف ذلك”.

و رواه ابن بابويه في (التوحيد)، قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن عبد الجبار، و ساق الحديث إلى آخره سندا و متنا.

10464/ [2]- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن محمد بن حكيم، عن ميمون البان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، و قد سئل عن الأول و الآخر. فقال: “الأول لا عن أول قبله، و لا عن بدء سبقه، و الآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفة المخلوقين، و لكن قديم، أول آخر، لم يزل و لا يزال بلا بدء و لا نهاية، و لا يقع عليه الحدوث، و لا يحول من حال إلى حال، خالق كل شيء”.

و رواه ابن بابويه في (التوحيد) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، و ساق الحديث إلى آخره سندا و متنا.

10465/ [3]- و عنه: عن علي بن محمد مرسلا، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)- في حديث يفسر فيه أسماء الله تعالى- قال: “و أما الظاهر فليس من أجل أنه علا الأشياء بركوب فوقها، و قعود عليها، و تسنم لذراها، و لكن ذلك لقهره و لغلبته الأشياء و قدرته عليها، كقول الرجل: ظهرت على أعدائي، و أظهرني الله على خصمي، يخبر عن الفلج و الغلبة، فهكذا ظهور الله على الأشياء.

و وجه آخر أنه الظاهر لمن أراده، و لا يخفى عليه شيء، و أنه مدبر لكل ما برأ، فأي ظاهر أظهر و أوضح من الله تبارك و تعالى؟ لأنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت، و فيك من آثاره ما يغنيك، و الظاهر منا البارز بنفسه و المعلوم بحده، فقد جمعنا الاسم و لم يجمعنا المعنى.

السابقالتالي
2 3