الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ }

{ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَاتٍ طِبَاقاً } نعت أو حال لسبع بمعنى مطابقات أو ذوات طباق أو مفعول مطلق أي طوبقت طباقا وهو مصدر طابق وقيل جمع طبق بفتح الباء أو طبقة بفتحها أو اسكانها والمراد ان بعضها فوق بعض من غير مماسة سمع اعرابي يذم رجلا ويقول شره طباق وخيره غير باق والسماء الدنيا من الموج المكفوف والموج ما ارتفع من غليان الماء والمكفوف المحبوس. قال الثعالبي وما ذكروا ان بعض السماوات من ذهب وبعضها من فضة وبعضها من ياقوت ونحو ذلك ضعيف لم يثبت به حديث وذلك انه روي عن كعب الأحبار ان الاولى من موج مكفوف والثانية من زمرد أخضر والثالثة حديد والرابعة نحاس والخامسة فضة والسادسة ذهب والسابعة ياقوته حمراء وقيل الثانية نحاس والثالثة فضة والرابعة ذهب والخامسة ياقوت والسادسة زمرد والسابعة نور وقيل الاولى زمردة خضراء والثانية فضة والثالثة ياقوت احمر والرابعة درة بيضاء والخامسة ذهب احمر والسادسة ياقوتة صفراء والسابعة نور واسم الاولى رقيقاء والثانية اذلقون قيدوم وقيل عيناء والرابعة عرداء وقيل باعوناء والخامسة دبقاء وقيل سحيقاء والسادسة قناء وقيل عدرباء والسابعة عبراء وقيل سمعواء. { مَّا تَرَى } يا محمد أو يا من يصلح للرواية والخطاب { فِى خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ } اختلاف وعدم تناسب وقرأ حمزة والكسائي من تفوت بتشديد الواو مضمومة بدون الف قبلها والمعنى واحد واراد بخلق الرحمن مخلوقة وهو السماوات وعبر به ان مقتضى الظاهر الاضمار بان يقول ماترى فيهن لتعظيمهن والتنبيه على سبب سلامتهن من التفاوت وذلك السبب هو كون خالقهن الرحمن وعلى انه يباهر قدرته هو خالق مثل ذلك رحمة وتفضلا وانعاماً جليلا لايحصى كما يدل عليه اسم الرحمن وقيل اراد بخلق الرحمن جميع المخلوقات فإنها متقنة محكمة وما استفهامية انكارية ومن بيان لها أو زائدة في المفعول والجملة مستأنفة أو مقول لقول محذوف نعت أي مقولا فيهن ما ترى الى اخره أو ما نافية ومن زائدة في المفعول والجملة نعت والاول ابلغ. { فَارْجِعِ البَصَرَ } إلى السماء بعد ما نظرت اليها مرارا مرة أخرى متأملا. { هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ } شقوق والرجع مستند على ماقبله ومتسبب عنه.