قيل: إلا آية: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ }. لمَّا علّمه العفو والأمر بالمعروف والإعراض عَن الجاهلين وطريقة دفع نزع الشياطين ما يتعلق بها عقَّبة بقصة من جادله جهلا، وأمر لهم بالعرف وعفوه عنهم فقال: بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ { يَسْأَلُونَكَ عَنِ }: حُكْم { ٱلأَنْفَالِ } الغنائم حين اختلاف الشباب والشيوخ في غنائم بدر، { قُلِ ٱلأَنفَالُ لِلَّهِ }: حُكْماً { وَٱلرَّسُولِ }: تبيينا لحكمه، { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ }: في مخالفته، { وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ }: أي: مَا في { بِيْنِكُمْ }: من الأحوال بالمواساة، { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }: حَقّاً { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ }: الكاملون في الإيمان { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } خافت { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَٰناً }: لزيادة المؤمن به. *تنبيه: قد عرفنا اخلافهم في حقيقة الإيمان، وهم لاختلافهم فيها اختلفوا في جواز زيادته ونقصانه، فعند من يُدْخل فيها العمل يَجُوْز، وعد بعض الأشاعرة: لا يجوز لأن الواجب اليقين، فإن حصل فينا في التفاوت وإلا فلا إيمان، والأصح جوازهما لا باعتبار العمل بل بزيادة المؤمن به ونقصانه، أو برسوخ اليقين بتظاهر الأدلة وعدمه، { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }: به يثيقون، { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ }: يديمونها { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }: في البرِّ { أُوْلۤـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً }: بلا شك، ثم رتّب على الأعمال الثلاثة القلبية والبدنية والمالية، ثلاثة فقال: { لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ }: في الجنة، { وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }: فيها، وما مرَّ من حكم الأنفال ملتبسين بالحق، وإن كانوا كارهين له.