الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ }

استثناء منقطع. أى لكن تذكيراُ لمن شأنه أن يخشى الله، أو هو فى الحال خاش أو كتب له الله الخشية، وخص الخاشى مع أن القرآن للكل، لأنه المنتفع به وغيره كالعدم.

ويجوز أن يكون مفعولا من أجله بمحذوف، أى أنزلناه تذكيراً أو أبداً لا على المعنى، لما لم يتحد الأول مع العامل فاعلا جر باللام، ولما اتحد الثانى نصب، ونصب تعليلا لمجموع الأول وعامله نحو: أكرمته لكونه غريبا رجاء للثواب، أى قصدت غربته فى الإِكرام لرجاء الثواب، أى انتفى الاشقاء بإنزاله ليتمخض للتذكرة، ولا يصح ما قيل إنه تعليل لتشقى، لأن الشقاء للنفى، والتذكرة مثبتة، وللام للتقوية أو متعلقة بمحذوف نعت لتذكرة ولقارىء القرآن ثواب ما قرأه، وقلبه حاضر بلا إشكال، وأما ما لم يحضر معه قلبه فله ثوابه بلا إشكال إن كان غيوبة قلبه عن عجز، وضعف قلبه لا تهاوناً، وعلى هذا يحمل حديث: " إذا اختلفتم فقوموا فإنه لا أجر لكم " أى اختلفتم بألسنتكم مع قلوبكم، وذلك قصد الثواب فلا يبطله عدم حضور قلبه، مع حرص على أن يحضر.

وذكر ابن أبى الصيف أنه يكفى من العبادة قراءة القرآن، وقول حسبى الله لا إله إلا هو الخ سبعاً فى الصباح والمساء، لأن العبادات غير هذين يشترط فيها حضور القلب، وتلاوة القرآن قد جاء أنها أعظم القرب بفهم وبغير فهم، وقائل حسبى الله الخ قد جاء أن الله يكفيه ما يهمه صادقاً كان به أو كاذباً أى قاله مع تقصير، ورأى بعض العلماء النبى صلى الله عليه وسلم فى النوم فسأله عن ثواب قارىء القرآن، فعد له شيئاً كثيراً فى الدنيا والآخرة، وقال: " بحضور قلب وبغير حضور قلب " قال بفهم وبغير فهم. هو الرؤيا لا تكون حجة.