الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً }

قوله عزّ وجلّ: { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَـٰحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ } ، بمعصية ظاهرة، قيل: هي كقوله عزّ وجلّ:لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلكْ } [الزمر: 65] لا أن منهن من أتت بفاحشة. وقال ابن عباس: المراد بالفاحشة النشوز وسوء الخلق. { يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } ، قرأ ابن كثير وابن عامر: «نضعف» بالنون وكسر العين وتشديدها، «العذاب» نصب، وقرأ الآخرون بالياء وفتح العين «العَذاب» رفع ويشددها أبو جعفر وأهل البصرة، وشدد أبو عمرو هذه وحدها لقوله: «ضعفين»، وقرأ الآخرون: «يضاعَف» بالألف وفتح العين، «العذاب» رفع، وهما لغتان مثل بعَّدَ وباعد، قال أبو عمرو وأبو عبيدة: ضعفت الشيء إذا جعلته مثليه وضاعفته جعلته أمثاله. { وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } ، قال مقاتل: كان عذابها على الله هيناً وتضعيف عقوبتهن على المعصية لشرفهنّ كتضعيف عقوبة الحرة على الأمة وتضعيف ثوابهن لرفع منزلتهن، وفيه إشارة إلى أنهن أشرف نساء العالمين.