الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }

قوله: { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ }: فيه وجهان، أحدُهما: أنَّه حالٌ، أي: إلاَّ في حالِ مشيئِة اللَّهِ، قاله أبو البقاء. وفيه نظرٌ؛ لأنَّ هذا مقدَّرٌ بالمعرفة. إلاَّ أَنْ يريدَ تفسير المعنى. والثاني: أنه ظرفٌ. قال الزمخشري: " فإنْ قلت: ما محلُّ { أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ }؟ قلت: النصبُ على الظرف، وأصلُه إلاَّ وقتَ مشيئةِ اللَّهِ، وكذلك قرأ ابنُ مسعود " إِلاَّ مَا يشَآءُ ٱللَّهُ " لأنَّ " ما " مع الفعلِ كـ " أَنْ ". ورَدَّه الشيخُ: بأنه لا يقومُ مَقامَ الظرفِ إلاَّ المصدرُ الصريحُ. لو قلت: " أجيئُك أَنْ يَصيحَ الديكُ " أو " ما يصيحُ " لم يَجُزْ ". قلت: وقد تقدَّم الكلامُ معه في ذلك غيرَ مرةٍ.

وقرأ نافعٌ والكوفيون " تَشاؤُون " خطاباً لسائر الخَلْقِ أو على الالتفاتِ من الغَيْبة في قولِه: " نحن خَلَقْناهم ". والباقون بالغَيبة جَرْياً على قولِه: " خَلَقْناهم " وما بعدَه.