الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }

{ وقل } لاولئك الغافلين المتبعين هواهم { الحق } ما يكون { من ربكم } من جهة الله لا ما يقتضيه الهوى فانه باطل او هذا الذى اوحى الى هو الحق كائنا من ربكم فقد جاء الحق وانزاحت العلل فلم يبق الا اختياركم لانفسكم ما شئتم مما فيه النجاة والهلاك. وفى التأويلات النجمية { وقل الحق من ربكم } فى التبشير والانذار وبيان السلوك لمسالك ارباب السعادة والاحتراز عن مهالك اصحاب الشقاوة { فمن شاء فليؤمن } من نفوس اهل السعاة { ومن شاء فليكفر } من قلوب اهل الشقاوة. قال فى الارشاد { فمن شاء فليؤمن } كسائر المؤمنين ولا يتعلل بما لا يكاد يصلح للتعليل { ومن شاء فليكفر } لا ابالى بايمان من آمن وكفر من كفر فلا اطرد المؤمنين المخصلين لهواكم لرجاء ايمانكم بعد ما تبين الحق ووضح الامر وهو تهديد ووعيد لا تخيير اراد ان الله تعالى لا ينفعه ايمانكم ولا يضره كفركم فان شئتم فآمنوا وان شئتم فاكفروا فان كفرتم فاعلموا ان الله يعذبكم وان آمنتم فاعلموا انه يثيبكم كما فى الاسئلة المقحمة قال تعالىان تكفروا فان الله غنى عنكم } اى عن ايمانكمولا يرضى لعباده الكفر } وان تعلق به ارادته من بعضهم ولكن لا يرضى رحمة عليهم لاستضرارهم بهوان تشكروا } الله فتؤمنوايرضه لكم } الى الشكر. قال فى بحر العلوم فمن شاء الايمان فليصرف قدرته وارادته الى كسب الايمان وهو ان يصدق بقلبه يجميع ما جاء من عند الله ومن شاء عدمه فليختره فانى لا ابالى بكليهما. وفيه دلالة بينة على ان للعبد فى ايمانه وكفره مشيئة واختيارا فهما فعلان يتحققان بخلق الله وفعل العبد معا وكذا سائر افعاله الاختيارية كالصلاة والصوم مثلا فان كل واحد منهما لا يحصل الا بمجموع ايجاد الله وكسب العبد وهو الحق الواسط بين الجبر والقدرة ولولا ذلك لما ترتب استحقاق العباد على ذلك بقوله { انا اعتدنا } هيأنا { للظالمين } اى لكل ظالم على نفسه بارادة الكفر واختياره على الايمان { نارا } عظيمة عجيبة { احاط بهم } يحيط بهم وايثار صيغة الماضى للدلالة على التحقق { سرادقها } اى فسطاطها وهو الخيمة شبه به ما يحيط بهم من النار. وفى بحر العلوم السرادق ما يدار حول الخيمة من شقق بلا سقف. وعن ابى سعيد قال عليه السلام " سرادق النار اربعة جدر كثف كل جدار مسيرة اربعين سنة " { وان يستغيثوا } واكر فرياد خواهى كنند ازتشنكى { يغاثوا } فرياد رس شوند { بماء كالمهل } كالحديد المذاب وقيل غير ذلك والتفصيل فى القاموس وعلى اسلوب قوله يعنى فى التهكم فاعتبوا بالصليم اى يجعل المهل لهم مكان الماء الذى طلبوه كما ان الشاعر جعل الصليم لهم اى الداهية مكان العتاب الذى يجرى بين الاحبة { يشوى } بريان كند وبسوزد { الوجوه } اذا قدم ليشرب من فرط حرارته وعن النبى عليه السلام

السابقالتالي
2 3