قوله تعالى { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً } الدين طريق القدم والحنفية التبرى من الكون واقامة الوجه الاعراض عن الكل والاقبال بعد فناء النفس والكل على الازل فهذه بمجموعها فطرة الحق التى فطر الخلق بتلك الفطرة ولا يتبدء هذه الفطرة من حالها فانها طرق القدم فى مكمن العدم واذا استقام فى السير من العدم الى القدم وكمل من الحقائق بحيث لا يعوج عن الاقبال على الحق بشئ من الحدوثية فحض ذلك الانفراد مع الوصول اصل الدين لذلك قال { ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } خاطب الحق حبيبه فى بداية تخلصه من نفسه ومن الأكوان بعد إقباله اقبال الحق عليه ان يستقيم بنعت التجريد فى توحيده ومسيره الى جلاله فى طريق محبته وعبوديته قال ابو على الجوزجانى دعا الله عابده الى الاخلاص من كل وجه واخبر ان من كان فى ظاهره وباطنه شئ سوى الحق لم يكن مخلصاً فى قوله فاقم وجهك للدين حنيفا اى معرضا عن الكل مقبلا عليه اى مطهراً عن الاكوان وما فيها قال ابن عطا الفطرة ما فطرهم عليه وثبتها فى اللوح المحفوظ وقال الدين القيم الطريق الواضح لاهل الحقائق.
