الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } * { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{ قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ } يعني يغضون أبصارهم عن جميع المعاصي من هاهنا صلة زائدة.

يحيى عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن أبي زرعة بن عمرو ابن جرير البجلي عن أبيه قال: " سألت رسول الله عليه السلام عن النظر فجأة فقال اصرف بصرك ".

قوله: { وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ } عما لا يحل لهم.

{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } عما لا يحل لهن من النظر { وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } مما لا يحل لهن وهذا في الأحرار والمماليك { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا } وهذا في الحرائر تفسير ابن عباس وقتادة ما ظهر منها هو الكحل والخاتم وتفسير ابن مسعود والحسن: هي الثياب.

قال يحيى: وهذه في الحرائر وأما الإماء فقد حدثنا سعيد وعثمان عن قتادة عن أنس بن مالك " أن عمر بن الخطاب رأى أمة عليها قناع فضربها بالدرة في حديث سعيد وقال عثمان فتناولها بالدرة وقال اكشفي عن رأسك وقال سعيد ولا تشبهي بالحرائر ".

{ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ } تسدل الخمار على جيبها تستر به نحرها { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } وهذه الزينة الباطنة { إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ } يعني أزواجهن إلى قوله { أَوْ نِسَآئِهِنَّ } يعني المسلمات يرين منها ما يرى ذو المحرم ولا ترى ذلك منها اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ } يعني الحاجة إلى النساء تفسير قتادة هو الرجل الأحمق الذي لا تشتهيه المرأة ولا يغار عليه الرجل.

قال محمد من قرأ غير بالخفض فعلى أنه صفة للتابعين المعنى لكل تابع غير أولي الإربة ومن نصب غير فعلى الحال المعنى أو التابعين لا مريدين النساء في هذه الحال.

قال يحيى فهذه ثلاث حرم بعضها أعظم من بعض منهن الزوج الذي يحل له كل شيء منها فهذه حرمة ليست لغيره.

ومنهن الأب والابن والأخ والعم والخال وابن الأخ وابن الأخت والرضاع في هذا بمنزلة النسب فلا يحل لهؤلاء في تفسير الحسن أن ينظروا إلى الشعر والصدر والساق وأشباه ذلك وقال ابن عباس ينظرون إلى موضع القرطين والقلادة والسوارين والخلخالين.

وحرمة ثالثة فيهم أبو زوج وابن الزوج والتابع غير أولى الإربة ومملوك المرأة لا بأس أن تقوم بين يدي هؤلاء في درع صفيق وخمار صفيق بغير جلباب.

قوله: { أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ } قال قتادة يعني من لم يبلغ الحلم ولا النكاح.

{ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ } قال قتادة كانت المرأة تضرب برجليها إذا مرت بالمجلس ليسمع قعقعة الخلخالين فنهين عن ذلك.

{ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً } من ذنوبكم { أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لكي تفلحوا فتدخلوا الجنة.