الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ }

قوله: { فَلاَ صَدَّقَ }: " لا " هنا دَخَلَتْ على الماضي، وهو مُسْتفيضٌ في كلامِهم بمعنى: لم يُصَدِّق ولم يُصَلِّ. قال:
4421ـ إنْ تَغْفِر اللهمَّ تَغْفِرْ جَمَّا   وأيُّ عبدٍ لكَ لا ألَمَّا
وقال آخر:
4422ـ وأيُّ خَميسٍ لا أَفَأْنا نِهابَه   وأسيافُنا مِنْ كَبْشِه تَقْطُر الدِّما
واستدلَّ بعضُهم أيضاً على ذلك بقولِ امرِىء القيس:
4423ـ كأنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بلَبُوْنِه   عُقابُ تَنُوْفَى لا عُقابُ القواعِلِ
/ فقوله: " لا عُقابُ " عطفٌ على " عُقابُ تَنُوفَى " وهو مرفوعٌ بحلَّقَتْ، وفي البيتَيْنِ الأَوَّلَيْنِ غُنْيَةٌ عن هذا.

وقال مكي: " لا " الثانيةُ نفيٌ، وليسَتْ بعاطفةٍ، ومعناه: فلم يُصَدِّقْ ولم يُصَلِّ ". قلت: كيف يُتَوَهَّمُ العطفُ حتى يَنْفِيَه؟ وجعل الزمخشريُّ { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ } عطفاً على الجملة مِنْ قولِه: { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } قال: " وهو معطوفٌ على قوله: " يَسْأل أيَّان " ، أي: لا يُؤْمِنُ بالبعثِ فلا صَدَّقَ بالرسول والقرآن " ، واستبعده الشيخ.