الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ } مستعار من قول الرجل لمن يتهدده سأفرغ لك، يريد سأتجرّد للإيقاع بك من كل ما يشغلني عنك، حتى لا يكون لي شغل سواه، والمراد التوفر على النكاية فيه والانتقام منه، ويجوز أن يراد ستنتهي الدنيا وتبلغ آخرها، وتنتهي عند ذلك شؤون الخلق التي أرادها بقوله { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ } فلا يبقى إلا شأن واحد وهو جزاؤكم، فجعل ذلك فراغاً لهم على طريق المثل، وقرىء «سيفرغ لكم»، أي الله تعالى، «وسأفرغ لكم» و«سنفرغ» بالنون، مفتوحاً مكسوراً وفتح الراء، و«سيفرَغ» بالياء مفتوحاً ومضموماً مع فتح الراء، وفي قراءة أبيّ «سنفرغ إليكم» بمعنى سنقصد إليكم، والثقلان الإنس والجن، سميا بذلك لأنهما ثقلا الأرض.