الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً }

قوله تعالى: { ٱلزِّنَىٰ }: العامَّةُ على قصرِه وهي اللغة الفاشية، وقُرِئ بالمدِّ وفيه وجهان، أحدُهما: أنه لغةٌ في المقصور. والثاني: أنه مصدر زاني يُزاني، كقاتل يُقاتل قِتالاً؛ لأنَّه يكونُ بين اثنتين، وعلى المدِّ قولُ الفرزدق:
3058- أبا خالدٍ مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُه   ومن يَشْرَبِ الخُرْطومَ يُصْبِحْ مُسَكَّراً
وقول الآخر:
3059- كانت فريضةُ ما تقولُ كما   كان الزِّناءُ فريضةَ الرَّجْمِ
وليس ذلك من بابِ الضرورةِ لثبوتِه قراءةً في الجملة.

قوله: { وَسَآءَ سَبِيلاً } تقدَّم نظيره. قال ابنُ عطيةَ: " وسبيلاً: نصبٌ على التمييز، أي: وساء سبيلاً سبيلُه ". ورَدَّ الشيخ: هذا: بأنَّ قولَه " منصوبٌ على التمييز " ينبغي أن يكونَ الفاعلُ ضميراً مُفَسَّراً بما بعده من التمييز فلا يصحُّ تقديرُه: ساء سبيلُه سبيلاً؛ لأنه ليس بمضمرٍ لاسم جنس.