الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً }

قوله: { رَّجُلَيْنِ }: قد تقدَّم أنَّ " ضَرَبَ " مع المَثَلِ، يجوز أن يتعدَّى لاثنين في سورةِ البقرة. وقال أبو البقاء: التقدير: مثلاً مَثَل رجلين، و " جَعَلْنَا " تفسيرٌ لـ " مَثَل " فلا موضعَ له، ويجوز أن يكونَ موضعُه نصباً نعتاً لـ " رَجُلِيْن " كقولك: مررت برجلين جُعِلَ لأحدِهما جنةٌ ".

قوله: { وَحَفَفْنَاهُمَا } يقال: حَفَّ بالشيءِ: طاف به من جميع جوانبِه، قال النابغة:
3158- يَحُفُّه جانِباً نِيْقٍ وتُتْبِعُهُ   مِثلَ الزجاجة لم تُكْحَلْ مِن الرَّمَدِ
وحَفَّ به القومُ: صاروا طائفين بجوانبِه وحافَّته، وحَفَفْتُه به، أي: جَعَلْتُه مُطِيْفاً به.