وقوله سبحانه: { كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا } الأَكُلُ: ثمرها الذي يؤكل { وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا } أي لم تنقص عن العُرُفِ الأتَمِّ الذي يشبه فيها، ومنه قولُ الشاعر: [الطويل]
وَيَظْلِمني مَالي كَذَا وَلَوى يَدي
لَوَى يَدَهُ اللَّهُ الَّذي هُوَ غَالِبُهْ
وقرأ الجمهور: «ثُمُرٌ» و «بِثُمُرِهِ»[الكهف:42] - بضم الثاء والميم - جمع «ثِمَارٍ»، وقرأ أبو عمرو - بسكون الميم - فيهما، واختلف المتأوِّلون في «الثُّمُر» - بضم الثاء والميم - فقال ابن عباس وغيره: «الثُّمُر»: جميع المال من الذهَبِ والفَّضة والحيوانِ وغير ذلك، وقال ابن زيد: هي الأصول، و«المحاورة»: مراجعةُ القولِ، وهو من «حَارَ يَحُورُ». وقوله: { أَنَاْ أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً }: هذه المقالة بإزاء مقالة متجبِّري قريْشٍ، أو بني تميمٍ، على ما تقدَّم في «سورة الأنعام». * ت * وقوله: { وَأَعَزُّ نَفَراً } يضَعِّف قول من قال: «إِنهما أخوانِ» فتأمَّله، واللَّه أعلم بما صحَّ من ذلك.