الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }

{ الَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ } أي: أعلمهم { بِأَسْمَآئِهِمْ } التي عجزوا عن علمها { فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ } عز وجل تقريراً لما مر من الجواب الإجمالي واستحضاراً له { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } إيراد ما لا تعلمون بعنوان الغيب مضافاً إلى السماوات والأرض للمبالغة في بيان كمال شمول علمه المحيط، وغاية سعته مع الإيذان بأن ما ظهر من عجزهم، وعلم آدم عليه السلام، الأمور المتعلقة بأهل السماوات والأرض، وهذا دليل واضح على أن المراد بما لا تعلمون، فيما سبق، ما أُشير إليه هناك، كأنه قيل: ألم أقل لكم إني أعلم فيه من دواعي الخلافة ما لا تعلمونه فيه، هو هذا الذي عاينتموه. وفي الآية تعريض بمعاتبتهم على ترك الأولى، وهو أن يتوقفوا مترصدين لأن يبين لهم { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } عطف على جملة { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ } لا على { أَعْلَمُ } ، إذ هو غير داخل تحت القول. أي: ما تظهرونه بألسنتكم، وما كنتم تخفون في أنفسكم.