الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ }

قوله تعالى: { يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم وَاخْشُوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: معناه لا يغني والد عن ولده يقال جزيت عنك بمعنى أغنيت عنك، قاله ابن عيسى. عيسى.

الثاني: لا يقضي والد عن ولده، قاله المفضل وابن كامل.

الثالث: لا يحمل والد عن ولده، قال الراعي:

وأجزأت أمر العالمين ولم يكن   ليجزي إلا كاملٌ وابن كامل
أي حملت.

{ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حقٌّ } يعني البعث والجزاء.

{ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمْ الحَيَاةُ الدُّنْيَا } يحتمل وجهين:

أحدهما: لا يغرنكم الإمهال عن الانتقام.

الثاني: لا يغرنكم المال عن الإسلام.

{ وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ } وهي تقرأ على وجهين:

أحدهما: بالضم.

الثاني: بالفتح وهي قراءة الجمهور.

ففي تأويلها بالضم وجهان:

أحدهما: أن الغُرور الشيطان، قاله مجاهد.

الثاني: الأمل وهو تمني المغفرة في عمل المعصية، قاله ابن جبير.

ويحتمل ثالثاً: أن تخفي على الله ما أسررت من المعاصي.