الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } * { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }

{ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ } يعني القيامة { لاَ رَيْبَ فِيهَا } لا شك فيها { قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً } ما نشك إلا شكا { وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } أن الساعة آتية قال محمد الساعة ترفع وتنصب فمن رفع فعلى معنى الابتداء ومن نصبها عطف على الوعد المعنى إذا قيل إن وعد الله حق وأن الساعة آتية.

قوله { إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً } قيل المعنى ما نعلم ذلك إلا شكا ولا نستيقنه لأن الظن قد يكون بمعنى العلم كقوله:وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا } [الكهف: 53] أي علموا ومثل هذا في الشعر لم يثبت لأحد -:
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج   سراتهم بالفارسي المسرد
وقد يكون الظن أيضا بمعنى الشك.

قوله { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ } أي: حين غضب عليهم علموا أن أعمالهم تلك سيئات ولم يكونوا يرون أنها سيئات.

{ وَحَاقَ بِهِم } نزل بهم { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } كانوا يستهزئون بالنبي والمؤمنين فحاق بهم عقوبة ذلك الاستهزاء فصاروا في النار.