الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ } فيه وجهان:

أحدهما: أي لنقومن عليكم على وجه التهديد.

الثاني: سنقصد إلى حسابكم ومجازاتكم على أعمالكم وهذا وعيد لأن الله تعالى لا يشغله شأن عن شأن، وقال جرير:

الآن وقد فرغت إلى نمير   فهذا حين كنت لها عذاباً
أي قصدت لهم، والثقلان الإنس والجن سموا بذلك لأنهم ثقل على الأرض.

{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقطَارِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } فيه وجهان:

أحدهما: إن استطعتم أن تعلموا ما في السموات والأرض فاعلموا، لن تعلموه إلا بسلطان، قاله عطية العوفي.

الثاني: إن استطعتم أن تخرجوا من جوانب السموات والأرض هرباً من الموت فانفذوا، قاله الضحاك.

{ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: يعني إلا بحجة، قاله مجاهد، قاله ابن بحر: والحجة الإيمان.

الثاني: لا تنفذون إلا بمُلْك وليس لكم مُلْك، قاله قتادة.

الثالث: معناه لا تنفذون إلا في سلطانه وملكه، لأنه مالك السموات والأرض وما بينهما، قاله ابن عباس.

{ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: أن الشواظ لهب النار، قاله ابن عباس، ومنه قول أمية بن أبي الصلت يهجو حسان بن ثابت:

يمانياً يظل يشد كيراً   وينفخ دائباً لهب الشواظ
[فأجابه حسان فقال]:

همزتك فاختضعت بذل نفسٍ   بقافية تأجج كالشواظ
الثاني: أنه قطعة من النار فيها خضرة، قاله مجاهد.

الثالث: أنه الدخان، رواه سعيد بن جبير، قال رؤبة بن العجاج:

إن لهم من وقعنا أقياظا   ونار حرب تسعر الشواظا
الرابع: أنها طائفة من العذاب، قاله الحسن.

وأما النحاس ففيه أربعة أقاويل:

أحدها: أنه الصفر المذاب على رؤوسهم، قاله مجاهد، وقتادة.

الثاني: أنه دخان النار، قاله ابن عباس، قال النابغة الجعدي:

كضوء سراج السليـ   ـط لم يجعل الله فيه نحاساً
الثالث: أنه القتل، قاله عبد الله بن أبي بكرة.

الرابع: أنه نحس لأعمالهم، قاله الحسن.