{ كَلاَّ } ردع لمن أنكر العدة أو سقر أو الآيات. أو إنكار لأن تكون لهم ذكرى لأنهم لا يتذكرون، { وَٱلْقَمَرِ * وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } أي: ولى ذاهباً بطلوع الفجر. { وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } أي: أضاء. ومن فوائد القسم بها الاعتبار بفوائدها، والاستدلال بآياتها، كما تقدم في سورة (الصافات). { إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } أي: الأمور العظام. { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } أي: إنذاراً لهم، فنصبه على أنه تمييز عن (إحدى) لما تضمنه من معنى التعظيم، كأنه قيل: أعظم الكبر إنذاراً. فـ { نَذِيراً } بمعنى: الإنذار، كنكير بمعنى: الإنكار. أو على أنه حال عما دلت عليه الجملة. أي: كبرت منذرة، فـ { نَذِيراً } مصدر مؤول بالوصف، أو وصف بمعنى منذرة. { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ } أي: يسبق إلى الإيمان والطاعة { أَوْ يَتَأَخَّرَ } أي: يتخلف. و { لِمَن } بدل من { لِّلْبَشَرِ } أي: منذرة لمن شاؤوا التقدم والفوز، أو التأخر والهلاك. أو خبر مقدم، و { أَن يَتَقَدَّمَ } مبتدأ مؤخر، كقولك لمن توضأ أن يصلي، كآية{ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [الكهف: 29]، وفي الثاني بعد. وزعم أبو حيان أن اللفظ لا يحتمله، ولم يسلم له.