الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ، وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ } قال ابن عباس قالت اليهود نحن من أبناء إبراهيم وإسحاق ويعقوب ونحن على دينهم، فنزلت الآية ردا عليهم، إذ لا يشك أحد أن الله جل جلاله ما اصطفاهم إلا لأجل إسلامهم واليهود على غير دين الإسلام، ويأتى ذكر نسب نوح عليه السلام فى غير هذه السورة، إن شاء الله تبارك وتعالى، وكذا ذكر أسمائه. قيل اسمه السكن، ونوح لقبه لكثرة نواحه على قومه، أو نفسه، وهذا على أنهُ اسم عربى والمشهور على أنه عجمى، فصرف لخفته لسكون وسطه، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، وأولادهما ودخل فيهم النبى محمد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الأنبياء، لأنه صلى الله عليه وسلم تسليما، من ذرية إسماعيل عليه السلام وكذا العرب، وأما نحن معشر العجم، فإنما يجمعنا معه دين الله وحده، الذى جاء به من عند الله، وهو ملة إبراهيم، أماتنا الله عليه، فمن اتبعه فقد دخل فى هذا الاصطفاء، جعل الله النبوة والملك فى بنى إسرائيل إلى رمان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم جمع له ولأمته النبوة والملك إلى يوم القيامة، فلا مانع مما قال بعض إنه أراد بآل إبراهيم من على دينه، وقيل آل إبراهيم المراد به إبراهيم على حد ما مر فى آل داود وذلك لدينه. وعلى كل حال فنجد صلى الله عليه وسلم داخل فى الاصطفاء على العالمين، لأنهُ من ذرية إبراهيم، وعلى دينه، ثم يقول كل من أنصف أنه صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والرسل، لقوله تعالىكنتم خير أمة أخرجت للناس } وقوله صلى الله عليه وسلم " أنا خير ولد آدم، أنا سيد ولد آدم " وغير ذلك، فكل تفضيل جاء لغيره، فما هو والله العظيم إلا بالنسبة إلى غيره صلى الله عليه وسلم. ويأتى إن شاء الله تعالى الكلام فى إبراهيم، وعمران فى غير هذه السورة، وآل عمران موسى وهارون، على أنهُ عمران بن يصهر بن قاهب بن لاوى ابن يعقوب وهو عمران أبو موسى وهارون عليهما السلام. وقيل المراد عمران بن اشيح بن أمون. وقيل ابن ماتان من ولد سليمان عليه السلام وهو بعد موسى بكثير، وهو والد مريم عليها السلام، وعلى الأقوال الثلاثة يجوز أن يراد أيضاً بآل عمران نفس عمران وآله على القولين الأخيرين هو مريم وعيسى عليهما السلام، وعمران أبو مريم هو عمران بن ماتان، ابن أشعا بن بن أبى بود بن - بوزن بن رب بابل - ابن ساليان بن يوحنا، ابن أوشا بن موذن، بن مشكا بن حار، فابن راجاد بن يوتام، بن عزريا، ابن بورام، بن ساقط بن ايشار بن جعيم بن سليمان بن داود بن اليشين، ابن عويد بن سلمون بن باعر بن يخشون بن عميار بن رام، حضروم بن فارض ابن يهوذا بن يعقوب، وبين عمران أبى مريم، وعمران أبى موسى ألف وثمانمائة سنة، وإنما اصطفيناهم بالرسالة والدين، والخصائص الجسمانية.

السابقالتالي
2