قوله: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } ما ظهر منها: العلانية، وما بطن منها: السّرّ. وقال بعضهم: الزنا، سرُّه وعلانيته. { وَالإِثْمَ } المعاصي كلها { وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ } [يعني الظلم] { وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } أي حجة، يعني أوثانهم التي عبدوا من دون الله { وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } زعموا أن الله أمرهم بعبادتها بغير علم جاءهم من الله. قوله: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } يعني أن القوم إذا كذّبوا رسلهم فجاء الوقت الذي يأتيهم فيه العذاب، فإنهم لا يستأخرون ساعة عن العذاب ولا يستقدمون. قوله: { يَابَنِي ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءَايَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }. وهي مثل قوله: { اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى } ، والهدى ها هنا الرسول{ فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [البقرة:38] أي في الآخرة. ذكر بعضهم أنه ذكر هذه الآية فقال: ما كان الله ليخلي الأرض لإِبليس حتى لا يجعل له فيها من يعمل بطاعته. قوله: { وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أي لا يموتون ولا يخرجون منها. قوله: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } أي لا أحد أظلم منه { أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الكِتَابِ } قال بعضهم: ما كتب لهم من أعمالهم التي عملوا. وقال بعضهم: ما كتب في أم الكتاب من أعمالهم التي هم لها عاملون. قال مجاهد: هذا شقي وهذا سعيد ينالهم ما كتب عليهم. وقال الكلبي: نصيبهم من الكتاب أي أن الله قضى أنه من افترى عليه سوّد وجهه. قال:{ وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } [الزمر:60]. قوله: { حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا } أي الملائكة { يَتَوَفَّوْنَهُمْ } قال الحسن: هذه وفاة إلى النار. { قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } يعني أوثانهم { قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا } في الدنيا { كَافِرِينَ }.