الرئيسية - التفاسير


* تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }

قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ } الآية.

لما ذكر الأحكام وصف القرآن بصفات ثلاث:

أحدها: قوله: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ } أي: مفصلات. وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر: " مبيِّنات " بكسر الياء، أي: أنها تبين للناس الحلال والحرام، كقوله تعالى:بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } [الشعراء: 195] وتقدم الكلام في " مُبَيّنَاتٍ " كسراً وفتحاً.

وثانيها: قوله: { وَمَثَلاً مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ }. قال الضحاك: " يريد بالمثل ما في التوراة والإنجيل من إقامة الحدود، فأنزل في القرآن مثله " وقال مقاتل: " قوله: " وَمَثَلاً " أي: شبهاً من حالهم بحالكم في تكذيب الرسل " يعني: بينا لكم ما أحللنا بهم من العقاب لتمردهم على الله، فجعلنا ذلك مثلاً لكم، وهذا تخويف لهم، فقوله: " ومثلاً " عطف على " آيات " أي: وأنزلنا مثلاً من أمثال الذين من قبلكم.

وثالثها: قوله: " وَمَوْعِظَة لِلْمُتقينَ " أي: الوعيد والتحذير، ولا شك أنه موعظة للكل، وخصَّ المتقين بالذكر لما تقدم في قوله:هُدًى لِلْمتقينَ } [البقرة: 2].