الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

وقوله تعالى: { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَـٰتِ... } الآية: رُوِي في سَبَبهَا؛ أَنَّ أُمُّ سَلَمَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولُ اللّهِ، يَذْكُرُ اللّهُ تَعَالَى الرِّجَالَ فِي كِتَابِهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَلاَ يَذْكُرُنَا، فَنَزَلَتْ الآيةُ فِي ذَلِكَ، وألفاظ الآية في غاية البيان.

وقوله سبحانه: { وَٱلذٰكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذٰكِرٰتِ... } الآية. وفي الحديث: الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال: " سَبَقَ المُفَرِّدُون قالُوا: وَمَا المُفَرِّدُونَ، يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللّهَ كَثِيراً والذَّاكِرَاتُ " رواه مسلم، واللفظ له والترمذيُّ، وعنده: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ، وَمَا المُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: " المُسْتَهْتِرُونَ فِي ذِكْرِ اللّهِ، يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَثْقَالَهُمْ فَيَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِفَافاً ". قال عياض: «والمُفَرِّدون» ضَبَطْنَاهُ على مُتْقِني شيوخِنا ـــ بفتح الفَاء وكَسرِ الراء ـــ.

وقال ابن الأعرابي: فَرَّدَ الرجلُ إذا تَفَقَّهَ وَاعْتَزَلَ النَّاسَ، وخلا لمُرَاعاة الأمر والنهي، وقال الأزهريُّ: هم المُتَخَلُّونَ مِنَ النَّاسِ بذكْرِ اللّه تعالى، وقوله المُسْتَهْترون في ذكر اللّه هو ـــ بفتح التاءين المثناتين ـــ يعني: الذين أُولِعُوا بذكْرِ اللّه، يقال: ٱسْتُهْتِرَ فلانٌ بكَذَا، أي: أُولِعَ به، انتهى، من «سلاح المؤمن».